

جهينة يمن :كتب : عمران الحمادي
الأستاذ علي سالم المعبقي ، وهو صحفي قدير نذر زمناً من حياته للحرف والكلمة يتجاوز أكثر من أربعين سنة مقدماً من خلال الصحافة ذات الشأن الثقافي واشتغالتها المتعددة مع الابداع وقضايا المبدعين انجازاً كبيراً هو بأثر بالغ في ذاكرة قراء ومحبي المعبقي ؛ كان مراسلاً لجريدة اسمها (الحياة -اللندنية) وقدم فيها الكثير من الإبداع اليمني خلال سنوات ماقبل الحرب الأخيرة التي رغم شدة وقساوة زمنها لكنها لم تستطع أن تنال من قلمه فلم ينساق مع تيارات كثيرة ولم يسعى إلى التكسب وراء المصالح من خلال التصفيق لأصوات الرصاص فقد كان جمهورياً حقيقياً فأعطى بزمن الحرب صحافة وإن قلّت في كميتها إلاّ أنها امتازت بالفرادة في الطرح والتناول والتي كانت عبر منصات ومواقع عربية ذات الاهتمام بالشأن الثقافي.
المعبقي وهو صحفي قدير لم يستجيب لأي من دواعي استدعاء اليأس ودعوات التكسب والربح المقيت المنبعث من بين روائح البارود ونمنمات الكثير من الوجوه الأدبية التي اعتزم البعض منها البحث عن مراكز وظيفية فلقد بقيّ على مكانة البساطة والحلم والإبداع الذاتي لنفسه قبيل الوجاهة والوساطة والمحاصصة الملطخة بوشاح القسمة -الحصة السياسية وهاهو لا يزال يعلن الحياة ويرسمها بكل بساطة رغم مرارة الواقع المعاش.!
صادفته قبل أيام في المدينة الحالمة وجميعنا فيها كلٌ له أحلام وليس هناك أقدس من حلم الأديب والكاتب فتواصلنا منذ سنوات كان يقتصر عبر الافتراضي قبيل دهشة اللقاء ، وتفاجأت أنه هو من باشر بالترحيب بي والمناداة لي خلال مروري من أحد شوارع المدينة وثم تكرر اللقاء ووجدته لا يزال يبتسم ويحلم رغم موت الأمل لدى الكثير.
علي سالم Ali Salem الصحفي الذي يعيش بروحاً شبابية لم يفقد الأمل ولم يتخلى عن قداسة الصحافة ونزاهتها ورسم الابتسامة في وجوه أصدقائه ومحبيه وهذه كافية .
كلَّ شعرةً في رأسه وكل تلك الخطوط التي تحاول أن تفرض زمنيتها وتموت أمام ابتسامة الحياة والحلم والبراءة هي ملهمة لنا محبيك وقراء حرفك الذي كلما نجد صحفياً أو كاتباً في سن نقول عنه أنه يسبقنا بزمن طويل فتكشف لنا الابتسامة والحياة والحرف والانتاج أنه ملهم لنا فيتلتشى الفارق الزمني لأن الزمن بعيدٌ جداً عن كل ماهو نقيء .
نحبك ونحب كل الإبداع والمبدعين في المدينة الذين يقاومون منغصات وتضاريس قساوة الحياة والحرب .