

أصدرت ثلاث دول خليجية هي السعودية والكويت والإمارات، تحذيرات رسمية بشأن منتج مرقة الدجاج الشهير، داعية المستهلكين إلى التخلص منه فورًا. وأوضحت الهيئات الرقابية في هذه الدول أن المنتج يحتوي على ألوان صناعية محظورة، مثل "Dimethyl Yellow"، "Sudan I"، و"Sudan IV"، التي قد تشكل مخاطر صحية جسيمة، ما دفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات سحب المنتج من الأسواق.
وفي هذا السياق، أكدت الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية أن استخدام هذه المواد قد يؤدي إلى تأثيرات ضارة على صحة المستهلكين. كما شددت وزارة التغير المناخي والبيئة الإماراتية على خلو أسواقها من هذا المنتج مع استمرار الرقابة لحماية المستهلكين. من جانبها، صنفت الهيئة العامة للغذاء والتغذية الكويتية المنتج كـ"خطر صحي"، ونصحت بالتخلص منه.
مرقة الدجاج... "مكعبات الموت"
في تعليقها على هذه القضية، أوضحت د. دينا عبد الوهاب، استشاري التغذية العلاجية، أن مرقة الدجاج ليست مجرد إضافة للطعام، بل قد تكون سببًا مباشرًا للعديد من المشكلات الصحية التي يعاني منها الناس دون إدراكهم للخطر الكامن فيها. وصفت إياها بـ"مكعبات الموت". وأضافت أن بعض المرضى الذين يعانون من مشاكل في الكلى، أمراض مناعية، وارتفاع ضغط الدم، لاحظوا تحسنًا واضحًا بمجرد الامتناع عن استخدام مكعبات مرقة الدجاج المصنعة، ما يؤكد تأثيرها السلبي على الصحة العامة.
تأثيرات مرقة الدجاج على الجسم
أكدت د. عبد الوهاب أن مرقة الدجاج تحتوي على مواد حافظة ومعززات نكهة مثل جلوتامات الصوديوم، التي قد تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم واضطرابات سكر الدم، فضلًا عن تأثيرها على المناعة. وأشارت إلى أن بعض الأشخاص لديهم حساسية تجاه هذه المواد، ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. وقالت: "كل شخص يختلف في استجابته لمثل هذه المواد وفقًا لجيناته وحساسيته الفردية، ولكن التأثير الضار لها على الصحة أصبح واضحًا للجميع."
البدائل الصحية لمرقة الدجاج
شددت د. عبد الوهاب على ضرورة البحث عن بدائل طبيعية، مثل استخدام مرق الدجاج أو اللحم الطازج المُعد في المنزل، أو اللجوء إلى التوابل الطبيعية مثل الكركم، القرفة، الحبهان، والزنجبيل لإضافة النكهة للطعام. وأشارت إلى أن العادات الغذائية غير الصحية لا تقتصر فقط على استخدام مكعبات المرقة، بل تشمل أيضًا الإفراط في تناول المشروبات السكرية والمأكولات المصنعة، مما يؤدي إلى زيادة الوزن واضطرابات الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى مشاكل صحية أخرى مثل التهابات الجسم ونقص الفيتامينات المهمة، خصوصًا فيتامين B الذي يؤثر على الأعصاب.
نصيحة ذهبية من استشارية التغذية
اختتمت د. عبد الوهاب حديثها قائلة: "الغذاء الصحي ليس رفاهية، بل هو أساس لصحة جيدة وحياة خالية من الأمراض. يجب أن نكون أكثر وعيًا بما ندخله إلى أجسادنا، والابتعاد عن المنتجات المصنعة قدر الإمكان، واستبدالها بالمكونات الطبيعية التي تعود بالنفع على صحتنا." وأكدت أن التغيير يبدأ بخطوات بسيطة، مثل تقليل الاعتماد على المنتجات المعلبة والمصنعة، واستبدالها بأطعمة طازجة. محذرة من أن التغذية الخاطئة قد تكون السبب وراء العديد من الأمراض المنتشرة في الوقت الحالي، والتي لم تكن بهذا الانتشار في العقود الماضية.