الرئيسية - اخبار الوطن - مـــهم...الرئيس العليمي يصارح الشعب .. هذا ما سيحدث في المرحلة المقبلة.. استعدوا!!
مـــهم...الرئيس العليمي يصارح الشعب .. هذا ما سيحدث في المرحلة المقبلة.. استعدوا!!
الساعة 10:40 مساءً

بخطابٍ جمع بين الاعتراف بالمظالم التاريخية والتعهد بمستقبلٍ أكثر إنصافاً، وقف الرئيس الدكتور رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، أمام شعبٍ أنهكته الحروب، ليؤكد أن ذكرى الوحدة الـ35 يجب أن تكون "محطةً لتجديد العهد"، مطلقاً صيحةً تحذيرية من "المشروع الحوثي الإيراني" الذي وصفه بـ"التهديد الوجودي" للجمهورية، فيما رسم ملامح يمنٍ جديدٍ تقوم أركانه على "العدل لا الهيمنة".

من عدن.. حيث تتنفس الوحدة
استحضر العليمي، في كلمته التي ألقاها اليوم بمناسبة الذكرى الـ35 لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية، الدور التاريخي للجنوب كـ"رائدٍ للحلم الوحدوي"، مشيراً إلى أن "النشيد الوطني كان جنوبياً، والراية كانت جنوبية، والمبادرة جاءت من الجنوب بامتياز"، في إشارةٍ إلى لحظة إعلان الوحدة عام 1990. لكنه لم يغفل عن الاعتراف بـ"جراح الماضي"، مؤكداً تفهمه "متغيرات المزاج الشعبي تحت وطأة الإقصاء والتهميش والمركزية المفرطة"، ليعلن أن "القضية الجنوبية جوهر أي تسوية سياسية عادلة"، وأن حلها لن يكون عبر "مسكنات مؤقتة"، بل عبر "إنصافٍ كاملٍ يضمن لأبناء الجنوب صياغة مستقبلهم".

ثلاثية الخلاص: جمهوريةٌ تقتلع الإمامة
في تحليلٍ صريحٍ لأزمات اليمن، حدد الرئيس العليمي ثلاثة شروطٍ لبناء الدولة الحديثة: "حماية النظام الجمهوري من مشاريع الكهنوت، وترسيخ التعددية السياسية، وإقامة وحدةٍ متكافئةٍ تقوم على العدل لا الإقصاء".

ووصف هذه الثلاثية بأنها "خلاصة نضال شعبنا"، معتبراً أن "الدولة المدنية العادلة هي الضامن الوحيد لوحدةٍ تصون التنوع"، في إشارةٍ واضحةٍ إلى رفض النموذج الحوثي القائم على "التمييز الطائفي".

إصلاحاتٌ على أرض الواقع.. وقوة القانون
انتقل الرئيس من الخطاب السياسي إلى الإجراءات الملموسة، فكشف عن "خطوات جارية لتصحيح المسار"، بدءاً بـ"تعزيز استقلال القضاء"، حيث تم توقيع 150 حكماً باتاً في قضايا جنائية كبرى بعد عقدٍ من الجمود، مروراً بـ"معالجة آثار حرب 1994"، ووصولاً إلى "تعزيز اللامركزية المالية والإدارية". كما وجه حكومته إلى "تركيز الجهود على الخدمات الأساسية"، معترفاً بـ"معاناة المواطنين" في ظل "هجمات الحوثيين على المنشآت الاقتصادية"، لكنه استدرك بالثناء على "الدعم السعودي والإماراتي" الذي وصفه بـ"السند الكريم".

تحذيرٌ أخير.. وجاهزيةٌ عسكرية
في أكثر فقرات الخطاب حدة، حذر العليمي من أن "المليشيات الحوثية تواصل نهبَ المواطنين واستدعاء التدخلات الأجنبية"، مؤكداً أن "قواتنا المسلحة جاهزة لمعركة المصير إذا استمرت المليشيات في رفض إرادة الشعب". ولم يفته أن يشيد بـ"تظاهرات النساء في عدن" التي وصفها بـ"الصوت الصادق الذي يحفزنا للإصلاح".

الوحدة التي نريد
ختم الرئيس كلمته برسالةٍ مفادها أن "الوحدة الحقيقية هي تلك التي تقوم على العدل والشراكة"، داعياً إلى "وحدةٍ من أجل الدولة لا المليشيا، وحدةٍ من أجل الجمهورية لا الإمامة، وحدةٍ من أجل المواطنة لا الهيمنة". وبينما اختتم كلمته بـ"الرحمة للشهداء والحرية للمختطفين"، كانت عدن – المدينة التي قاومت الاستعمار والإمامة قديماً – تعلن اليوم نفسها حصناً ضد "إمامة القرن الحادي والعشرين".


وفيما يلي نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم
يا أبناء شعبنا اليمني العظيم في الداخل والخارج،،
يا أبطال قواتنا المسلحة والامن البواسل في ميادين العزة والكرامة،،
أيتها المواطنات الصامدات في دروب التضحية والعطاء،،
أحييكم جميعا بتحية الجمهورية، والحرية في الذكرى الخامسة والثلاثين لليوم الوطني الثاني والعشرين من مايو، الذي جاء تتويجاً لمسيرة نضالية عظيمة، امتدت من وهج سبتمبر المجيد، إلى شعلة أكتوبر الخالدة، حتى لحظة الميلاد العظيم للجمهورية اليمنية.

لقد كانت الروح الجنوبية سبّاقة إلى الحلم الوحدوي، نشأةً وفكرًا، وكفاحًا، فكان النشيد جنوبياً، والراية جنوبية، والمبادرة جنوبيّة بامتياز، في مشهد تاريخي يعكس صدق النوايا، ونبل المقاصد.

ونحن، إذ نتذكر هذا السبق، فإننا نتفهم اليوم تمامًا متغيرات المزاج الشعبي تحت ضغط مظالم الماضي، والإقصاء، والتهميش، والمركزية المفرطة.

ومع ذلك، يثبت الجنوب، أنه لم ولن يكن يوماً طرفاً عارضاً في المعادلة الوطنية، بل كان وما يزال منارةً للتنوير، ومهداً للدولة المدنية، ودرعها الصلب، ومستقرًّا للملايين من أهلنا النازحين من جحيم الكهنوت الحوثي، الذين وجدوا في عدن، وغيرها من المحافظات الجنوبية، ملاذهم الآمن، وفرص العيش الكريم.

وكما كانت عدن عاصمة لقوى التحرر من الاستعمار والامامة القديمة، ها هي اليوم ترسخ موقعها كقاعدة انطلاق لدحر مشروع الامامة الجديدة، وداعميها، والذود عن النظام الجمهوري، وأهدافه الخالدة.

أيها الاخوة المواطنون والمواطنات،،
ان الاحتفاء بهذا اليوم المجيد هو وفاء لكل من ضحّى من أجل مشروع دولة قوية، كما انه اعتراف متجدد بالأخطاء، والتزام قاطع بتصحيح المسار.

ولهذا نؤكد من جديد أن القضية الجنوبية تمثل جوهر أي تسوية سياسية عادلة، وأن معالجتها لن تتحقق من خلال تسويات شكلية، بل بالإنصاف الكامل، والضمانات الكافية التي تُمكن أبناء الجنوب من صياغة مستقبلهم، وتقرير مركزهم السياسي والاقتصادي، والثقافي، بما يعزز مبدأ الشراكة في السلطة والثروة، وفقا للمرجعيات الوطنية، والإقليمية، والدولية.

لقد أثبتت التجارب المريرة لاسيما عقب انقلاب المليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني، أن بناء اليمن الحديث لا يمكن أن يتم إلا بتحقيق ثلاثة شروط رئيسية: حماية النظام الجمهوري، وترسيخ التعددية، وبناء وحدة متكافئة تقوم على العدل والمساواة، لا على الهيمنة، والإقصاء.

ان هذه الأركان الثلاثة تمثل خلاصة التاريخ النضالي لشعبنا العظيم، كما انها تمثل ضمانة الحاضر، والمستقبل لبناء دولة العدالة، والمواطنة المتساوية.. الدولة التي تكفل لمواطنيها تكافؤ الفرص وتمنحهم الحق في تقرير مستقبلهم، وتصون هويتهم الوطنية و القومية.. الدولة التي تؤمن بمبادئ حسن الجوار، وتحترم المواثيق والمعاهدات، وقواعد الشرعية الدولية، كعضو فاعل في حاضنتها الخليجية، والعربية.

أيها المواطنون ايتها المواطنات في كل مكان،،
إن الوحدة الوطنية التي ننشدها اليوم ليست شعارًا، بل ممارسة واقعية، تتجسد في مؤسسات عادلة، وسلطات مستقلة، ودولة مدنية تُدار بالحكم الرشيد، وتكافؤ الفرص. إنها وحدة تقف نقيضاً لمشاريع الإمامة الكهنوتية، وثقافة الموت، والكراهية، والعنصرية.

وقد شرعنا بالفعل في خطوات جادة لتصحيح المسار، بدءًا بتعزيز استقلال السلطات، وتفعيل اجهزة انفاذ القانون، ومعالجة بعض آثار حرب صيف 1994، وتوسيع اللامركزية المالية والادارية، وفقاً للدستور، ومرجعيات المرحلة الانتقالية.

ونحن اليوم لا نطرح وعوداً، بل نتحدث عن إجراءات ملموسة، وخيارات مفتوحة، نحرص على ادارتها بحكمة ومسؤولية، بعيداً عن ردود الفعل، وبما يحفظ وحدة الصف الوطني، ويعيد الاعتبار للدولة كضامن حقيقي للحقوق، والحريات العامة.

أيها الشعب العظيم،،
بينما نُحيي هذه الذكرى، وسط معاناتكم المؤلمة، نؤكد لكم العهد الا نغفل لحظة واحدة عن معركتكم المصيرية في استئصال جذر المشكلة المتمثل بالمشروع الحوثي الامامي، كتهديد وجودي لنظامنا الجمهوري، وأمن بلدنا، ونسيجه الاجتماعي، وهويته العربية، والثقافية، ومصالحه الإقليمية، والدولية.

إن هذه الجماعة الارهابية، التي تزايد باسم الوحدة، والسيادة، هي من تغلق الطرقات، وتحاصر المدن، وتستنزف العملة الوطنية، وتُعيد إنتاج التمييز، والفوارق بين الطبقات، وفرض واقع الانفصال بالقوة، والنهب والجبايات، وتذهب بمزيد من مغامراتها الطائشة الى استدعاء التدخلات الخارجية، وتصدير الفوضى خدمة لأجندة إيران ومشروعها التوسعي.

يا أبناء شعبنا الأبي،،
لقد عملت مع إخواني في مجلس القيادة الرئاسي خلال السنوات الماضية، على استلهام روح الوحدة الوطنية وتحويلها إلى واقع عملي، من خلال تعزيز التوافق، ودعم الشراكة، وتمكين الحكم المحلي، والتشديد على مركزية القضية الجنوبية.

ورغم التحديات الهائلة، وأزمة الموارد، التي فاقمتها هجمات المليشيات الحوثية الإرهابية على موانئ تصدير النفط، وسفن الشحن البحري، لم نتخل يوماً عن مسؤولياتنا، ولم نقمع احتجاجاً سلمياً، بل نظرنا إلى أصواتكم - وفي مقدمتها تظاهرات النساء الملهمات في عدن وغيرها من المحافظات- كحافز صادق لتسريع وتيرة العمل، وتخفيف المعاناة بالشراكة مع اشقائنا في تحالف دعم الشرعية، وشركائنا الدوليين.

وهنا نُجدد التزامنا بمواصلة الإصلاحات في مجالات الكهرباء، والطاقة، والخدمات الأساسية، استكمالًا لما أُنجز خلال السنوات الاخيرة، بدعم كريم من أشقائنا في المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، الذين لم يترددوا يومًا في مساندة بلدنا، ودعم استقراره، والوقوف إلى جانب قيادته السياسية، وشعبه الصابر.

وسنحرص في هذا السياق مع رئيس الوزراء، والحكومة على تحديد أولويات المرحلة، بالتركيز على الاستحقاقات الاقتصادية، والخدمية، التي ستشهد خلال الأيام المقبلة انفراجة بعون الله تعالى.
كما نوجه الحكومة، والسلطات المحلية باتخاذ كافة الإجراءات لردع الخارجين على النظام والقانون، وتعزيز دور الأجهزة المعنية في إقامة العدل، والانصاف العاجل للمظلومين.

وهنا يجدر التذكير بالتحسن المستمر في أداء السلطة القضائية خلال الفترة الماضية، حيث تم توقيع أكثر من 150 حكم قضائي بات في قضايا جنائية جسيمة، بعد نحو عشر سنوات من التوقف عن إمضاء هذا النوع من العقوبات الرادعة.

يأتي ذلك جنبا الى جنب مع تعزيز جاهزية قواتنا المسلحة والأمن، وكافة التشكيلات العسكرية، لخوض معركة الخلاص، في حال استمرت المليشيات الحوثية الإرهابية برفض الاستجابة للإرادة الشعبية، وقرارات الشرعية الدولية ومساعي حقن الدماء، وانهاء المعاناة.

ايتها الاخوات المواطنات، أيها الاخوة المواطنون،،
هذه هي الوحدة الوطنية التي نؤمن بها اليوم:
وحدة من أجل الدولة لا المليشيا،
وحدة من أجل الجمهورية لا الإمامة،
وحدة من أجل المواطنة والشراكة والتنوع لا الهيمنة، والإقصاء.
فلنجعل من هذه الذكرى محطة للمبادرات الخلاقة، وتجديد العهد، وتوحيد الخطاب الإعلامي لكافة مكونات الشرعية، والارتقاء إلى مستوى التهديد المحدق بالجميع دون استثناء.
الرحمة والخلود لشهدائنا الأبرار،
الشفاء العاجل لجرحانا الأبطال،
الحرية للمعتقلين والمختطفين،
عاشت الجمهورية اليمنية، دولة مدنية، عادلة، ومتجددة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.