الرئيسية - اخبار الوطن - ترقّب حذر في صنعاء بانتظار أوامر طهران...ضربة إسرائيلية تربك الحوثيين
ترقّب حذر في صنعاء بانتظار أوامر طهران...ضربة إسرائيلية تربك الحوثيين
الساعة 05:26 مساءً

أحدثت الضربات الإسرائيلية غير المسبوقة على منشآت عسكرية ونووية داخل إيران صدمة داخل أوساط ميليشيا الحوثي في صنعاء، ما دفعها إلى التزام خطاب تضامني حذر، وسط ترجيحات بأن الجماعة تنتظر تعليمات مباشرة من طهران لتحديد مسارها المقبل في إطار التصعيد الإقليمي.

وعلى الرغم من التصريحات العلنية لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، الذي زعم إطلاق جماعته 11 صاروخاً ومسيّرة باتجاه إسرائيل خلال أسبوع، إلا أن مراقبين يمنيين وصفوا رد الفعل الحوثي بأنه "فاقد للمبادرة"، ويعكس حالة من الارتباك داخل أذرع إيران في المنطقة.

وقال الباحث اليمني فارس البيل إن الضربة الإسرائيلية أربكت المخطط الإيراني لاستخدام وكلائها الإقليميين، وفي مقدمتهم الحوثيون، لتحقيق مكاسب استراتيجية، مؤكداً أن الجماعة لا تملك قرار التصعيد المستقل، بل تتحرك ضمن "تحديث الأوامر الإيرانية".

من جانبه، يرى المحلل السياسي محمود الطاهر أن الحوثيين يقفون عند مفترق طرق حرج، حيث يسعون لإرضاء طهران دون تعريض أنفسهم لضربات مماثلة لما تعرّضت له قيادات من "حزب الله" و"حماس"، مرجحاً لجوءهم إلى تصعيد رمزي محدود كاستئناف الهجمات البحرية، بهدف امتصاص الغضب الإيراني دون الانخراط في مواجهة مباشرة.

أما المحلل رماح الجبري، فيعتقد أن الجماعة قد تعود إلى شن عمليات في البحر الأحمر ومضيق باب المندب ضمن الأجندة الإيرانية الهادفة إلى خنق الملاحة الدولية وتهديد الاقتصاد العالمي، لكنه يؤكد أن الحوثيين سيسعون لتحقيق توازن دقيق بين مصالح إيران والتخفيف من حدة الردود الدولية.

ويرى الجبري أن الحوثيين اعتادوا تقديم مصلحة طهران على مصالح اليمن واليمنيين، مرجحاً استمرارهم في التصعيد إذا طُلب منهم ذلك، ضمن ما أسماه "معادلة التصعيد المحسوب والمناورة السياسية".

وفي المجمل، يجد الحوثيون أنفسهم اليوم أمام معادلة معقّدة: التصعيد وفق الإملاءات الإيرانية مع ما يحمله من مخاطر، أو التراجع التكتيكي للحفاظ على مكاسبهم السياسية في الداخل، بانتظار ما ستقرره طهران في الساعات المقبلة.