الرئيسية - اخبار الوطن - ظاهرة غير مسبوقة... حجاج يمنيون يُثيرون استياء جيرانهم والمجتمع.. ما السبب؟*
ظاهرة غير مسبوقة... حجاج يمنيون يُثيرون استياء جيرانهم والمجتمع.. ما السبب؟*
الساعة 07:00 صباحاً

رغم ما يفترض أن يتركه موسم الحج من أثر روحاني وسكينة في نفوس الحجاج، شهدت عدة مناطق يمنية هذا العام سلوكيات غير معتادة من بعض العائدين من أداء المناسك، أثارت موجة استياء واسعة في أوساط المواطنين، خصوصاً في الأحياء المكتظة بالسكان.

وبحسب مصادر محلية، بلغ عدد الحجاج اليمنيين العائدين من الأراضي المقدسة هذا الموسم نحو 18,000 حاج، توجهوا من مختلف المحافظات عبر المنافذ البرية والجوية، من بينهم أكثر من 11,000 حاج دخلوا عبر مركز "الوادعة" الحدودي ضمن ترتيبات السفر المعتمدة من قبل السلطات السعودية.

لكن مشاهد العودة لم تكن دائماً مطمئنة، إذ تحوّلت بعض الأحياء السكنية إلى ساحات ضجيج واحتفالات صاخبة، بسبب إطلاق الألعاب النارية في أوقات متأخرة من الليل، مما تسبّب بإزعاج بالغ لكبار السن والأطفال والمرضى.

تبريرات دينية وديون معلقة
ما أثار حفيظة الأهالي بشكل أكبر هو لجوء بعض الحجاج إلى تسويغ تصرفاتهم تحت مظلة الشعارات الدينية، متجاهلين الأذى الذي يُلحقونه بجيرانهم والمجتمع المحيط. إلى جانب ذلك، تفادى العديد منهم تسديد التزاماتهم المالية والديون المتراكمة، على الرغم من مظاهر الإسراف والبذخ التي صاحبت رحلتهم إلى الحج.

دعوات لمراجعة السلوك المجتمعي
في هذا السياق، أعرب عدد من المواطنين لـ"الأوراق" عن أسفهم لما وصفوه بـ"الانفصام بين مفهوم الحج كسلوك تعبّدي، وما يمارسه البعض بعد عودتهم من سلوكيات تُخالف جوهر العبادة".
وقال أحد الخبراء الاجتماعيين:

"الحج يجب أن يكون بداية تهذيب وإصلاح للنفس، لا مدخلاً للتفاخر أو إيذاء الآخرين. الروحانية لا تكتمل دون احترام حقوق الجار والمجتمع".

دعوة للمسؤولين والمجتمع المحلي
وطالب خبراء المجتمع والمؤسسات التربوية والدينية بضرورة تعزيز الوعي بأخلاقيات ما بعد الحج، مؤكدين أن العودة الحقيقية من المناسك تبدأ من تطبيق قيم التواضع والسكينة، وليس باستعراض المال أو المظاهر الاحتفالية المُفرطة.

في أرقام:
إجمالي عدد الحجاج عالميًا لهذا العام: 1.67 مليون حاج

عدد الحجاج اليمنيين: نحو 18,000

عبر منفذ "الوادعة" وحده: 11,000 حاج يمني

خلاصة الموقف:
تُعد هذه الظواهر جرس إنذار بضرورة إعادة ضبط السلوكيات المجتمعية المرتبطة بالحج، والتذكير بأن هذه الشعيرة تمثل تطهّرًا من الذنوب، لا مناسبة لإزعاج الآخرين أو التهرّب من المسؤوليات الاجتماعية.