

كشفت وسائل إعلام عبرية عن طلب رسمي تقدمت به إسرائيل إلى الولايات المتحدة لاستئناف الضربات الجوية ضد مواقع المليشيات الحوثية في اليمن، وذلك على خلفية التصعيد غير المسبوق في البحر الأحمر، وسلسلة الهجمات التي استهدفت سفنًا تجارية وأثارت فزعًا عالميًا.
وأكدت هيئة البث العبرية (كان)، مساء الخميس، أن تل أبيب أبلغت واشنطن بنيتها تنفيذ عملية جوية واسعة النطاق، تمتد لأيام، ضد أهداف عسكرية حوثية داخل الأراضي اليمنية، بمجرد عودة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من زيارته للولايات المتحدة.
التحرك الإسرائيلي المرتقب يأتي بعد انهيار غير معلن لاتفاق التهدئة الذي رعته واشنطن مع الحوثيين في مايو الماضي، والذي تضمن وقف الهجمات مقابل التزام الجماعة بعدم استهداف السفن، باستثناء السفن المرتبطة بإسرائيل، حسب ما أعلنه الحوثيون أنفسهم.
ورغم الهدنة الهشة، تصاعدت الهجمات البحرية بشكل غير مسبوق، ما أدى إلى غرق سفينتين تجاريتين خلال 48 ساعة فقط، إلى جانب إطلاق صواريخ بعيدة المدى باتجاه إسرائيل، من بينها صاروخ من طراز "ذو الفقار"، قالت الجماعة إنه استهدف مطار بن غوريون.
و أفادت مصادر استخباراتية إسرائيلية بأن العملية العسكرية المحتملة قد تشهد انضمام بريطانيا ودول غربية أخرى إلى جانب واشنطن وتل أبيب، في تحالف جديد يستهدف البنية العسكرية للحوثيين و"شلّ قدرتهم على تهديد الملاحة الدولية".
وفي هذا السياق، قال اللفتنانت كولونيل البريطاني المتقاعد والمحلل الدفاعي ستيوارت كروفورد، إن الهجمات الحوثية الأخيرة "تمثل تهديدًا مباشرًا لأمن التجارة العالمية"، داعيًا إلى تحرك عسكري دولي واسع لردع الجماعة، التي وصفها بأنها "أداة إيرانية لابتزاز العالم".
ووفقًا لتقارير دولية، نفذ الحوثيون أكثر من 100 هجوم بحري منذ نوفمبر 2023، كان أبرزها استهداف السفينة "إترنيتي سي" التي ترفع علم ليبيريا وتديرها شركة يونانية، ما أدى إلى مقتل 4 من طاقمها واحتجاز آخرين.
كروفورد وصف هذه الحوادث بأنها "دليل على عودة الفوضى إلى البحر الأحمر"، محذرًا من أن الحوثيين باتوا يستخدمون الرهائن كورقة ضغط ضد أي سفينة لها صلات مباشرة أو غير مباشرة بإسرائيل.
واتهم الضابط البريطاني السابق إيران بكونها المحرّك الرئيسي لهذا التصعيد، معتبرًا أن طهران تستخدم الحوثيين كواجهة لصراعها المفتوح مع الغرب، وأن تجاهل هذا الواقع "سيكلّف العالم ثمنًا باهظًا".
وفي مقاله المنشور بصحيفة "إكسبريس" البريطانية، دعا كروفورد حكومة رئيس الوزراء الجديد كير ستارمر إلى التخلي عن سياسة "الفرجة" والالتحاق بالتحرك الدولي المقبل، قائلًا:"لقد أثبتت التجربة أن إيران ليست سوى نمر من ورق... السؤال الحقيقي الآن: هل لدى بريطانيا الشجاعة لكشف أنيابها؟ يوم الحساب يقترب."