2018/12/22
مظاهرات السودان تنذر بما هو أكبر بعد وقوف فرق من الجيش مع الاحتجاجات

لم أتمكن من شراء الخبز منذ 4 أيام»، عبارة قالها أحد المتظاهرين السودانيين لوكالة رويترز، تكفي لوصف الحال السيئ الذي وصل إليه السودانيون، وتنذر بتصعيد أكبر في الأيام القادمة. وتتصاعد وتيرة الأحداث في السودان بصورة سريعة، ويتصاعد معها الغضب الشعبي ليصل إلى العاصمة الخرطوم، خاصة بعد سقوط 8 قتلى، أمس الأول الخميس، وما سبقها من إعلان لحالة الطوارئ في بعض المدن. وبتسليط الضوء أكثر على الوضع الاجتماعي للسكان، نجد أن الحالة التي يعيشها السودانيون بها جميع العناصر الأساسية التي تدفع الشعب للثورة على الوضع القائم، فما هي هذه الحالة؟ «الخبز» سبب اندلاع التظاهرات رغم أن بداية مظاهرات السودان كانت مفاجأة للسلطات السودانية، إلا أن «الوضع الحالي في السودان والتظاهرات الكبيرة التي خرجت في الأيام الماضية، كان متوقعاً حدوثها، بسبب الأزمات المتراكمة التي يمر بها السودان، خاصة في الجانب الاقتصادي، من ندرة في الوقود وندرة في دقيق الخبز، والغاز، والحصول على الكاش من البنوك، كلها دعت الناس تعيش ضائقة»، بحسب مصدر خاص لـ«عربي بوست» داخل السودان. فطوال عامين كاملين منذ إعلان الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما تعليق العقوبات الاقتصادية الأميركية على الخرطوم المفروضة منذ 20 عاماً، والاقتصاد السوداني يعيش أسوأ أيامه وسط انكماش حاد، وتضخم كبير، وانهيار في قيمة العملة الوطنية أمام الدولار. ويواجه اقتصاد السودان صعوبة بالغة للتعافي بعدما فقد ثلاثة أرباع إنتاجه النفطي، وهو المصدر الأساسي للعملة الصعبة، منذ أن انفصل الجنوب في عام 2011، آخذاً معه معظم حقول النفط. لكن كثيراً من المستثمرين يعزفون عن العمل في السودان الذي لا يزال مدرجاً لدى واشنطن كبلد راع للإرهاب، رئيسه مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية في تهم بتدبير إبادة جماعية في إقليم دارفور. وينفي البشير هذه الاتهامات. دخلت البلاد في «كابوس اقتصادي»، فالبنوك تعجز عن توفير السيولة النقدية لمودعيها بسبب سحب المواطنين لمدخراتهم وتحويلها إلى دولار. لا توجد سوى بضعة صرافات آلية تعمل بصورة متقطعة في عاصمة البلاد، بينما البنوك في الولايات تسمح للمواطنين بسحب 10 دولارات يومياً فقط مهما كان نوع الحساب وحجمه. في النهاية وصل الأمر إلى عجز الدولة عن توفير الدقيق لصناعة الخبز والوقود للسيارات ولوسائل المواصلات العامة، ارتفعت أسعار كل شيء بعد أن باتت السوق السوداء هي الطريق للحصول على هذه المستلزمات. الحكومة زادت المشكلة وبحسب مصادر خاصة لـ«عربي بوست»، فإن الحكومة السودانية ارتكبت خطأً كبيراً عندما قللت حصص الخبز والوقود في الولايات على حساب الخرطوم، قرابة 50 % من حصصهم انتقلت للعاصمة. ارتفع سعر الخبز في بورتسودان مثلاً (وهي من أبرز نقاط الاحتجاج) إلى 3 جنيهات كاملة للرغيف الواحد، أي بزيـادة 300 %. وفي بعض المناطق وصل سعر الرغيف إلى 4 جنيهات سودانية. البشير يغادر بورتسودان مع رئيس هيئة الاركان السعودى بعد زيارته لمركز التدريب التجريبى واهالي بورتسودان يعلنون رفضهم واحتجاهم فى الشارع الوضع اصبح لا يطاق انعدام الخبز واصبح سعر الواحدة 3جنيه المشكلة ليست في ارتفاع السعر فقط، لكنه غير متوفر من الأساس. فطلاب المدارس الذين تفاجأوا بعدم وجود خبز، شاركوا في المظاهرات، التي تصاعدت لإحراق مقر الحزب الحاكم.

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://www.guhinanews.com/news1074.html