تحدثت السنة النبوية المطهرة عن فوائد الفقع أو الكمأة، وهو فطر ينمو في الصحراء بعد نزول المطر، ويتميز بطعمه اللذيذ ورائحته الذكية، كما أنه مصدر غني بالمواد الغذائية، مما يجعله صحيًا، ويعد أحد أنواع المن المذكور في القرآن في قوله تعالى "وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ والسلوى"، فما هو الفقع بالتفصيل وما قيمته الغذائية وكيف يفيد الجسم وما علاقته الوطيدة بعلاج مشاكل العين، هذا ما ستعرفه عبر القاهرة 24.
تعود فوائد الفقع لعناصره الغذائية المتعددة، فالكمأ أو نبات الرعد أو العبلاج أو الترفاس، وهو من ألذ وأثمن أنواع الفطريات الصحراوية، ينمو في عمق من 5 إلى 15 سنتيمتر تحت الأرض، وتحتوي الكمأة فيتامين ج، والصوديوم، والفوسفور والحديد الكالسيوم، والمغنيسيوم والمنجنيز، وغني بالألياف والكربوهيدرات والأحماض الدهنية والبروتين، حيث يُزود الجسم بما يحتاجه من كامل الأحماض الأمينية التسعة الأساسية.
كما يحتوى الفقع على العديد من مضادات الأكسدة، مثل الليكوبين، وحمض الغاليك، وحمض الهوموجنتيزيك، وهي المركبات التي تقاوم الجذور الحرة وتمنع تلف الخلايا مما يسهم في الوقاية من الالتهابات والسرطان، وكذلك بعض الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب، والسكري.
وفيما يلي فوائد الفقع العامة للجسم:
ويمكن أن يكون الفقع سامًا إذا تم تناوله بكميات كبيرة. لذلك، من المهم تناول الفقع باعتدال، كما يجب تجنب تناول الفقع إذا كان الشخص يعاني من أي حساسية تجاهه.
تحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن فوائد الفقع للعين فقال في رواية للبخاري "الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين"، وبالفعل إحدى الدراسات العلمية الحديثة كشفت عن فوائد الكمأة في علاج بعض أمراض العيون، خاصة المرض المعدي للعيون "التاراخوما"، الذي ينتقل عبر بكتيريا "الكلاميديا" عن طريق لدغات الحشرات أو مشاركة الأدوات الشخصية للمريض.
ووجد الباحثون أن ماء الفقع قللت من أعراض التاراخوما لدى المرضى الذين استخدموها مع قطرات الكوريتزون وكريم الكلورامفينيكول، بل واختفت لديهم أيضًا التهاب القرنية مما أسهم في السيطرة على تليف الملتحمة، رغم عدم تأثر تورم الشعيرات الدموية بالعلاج.
وأرجعت الدراسة فوائد الكمأة للعين إلى غناها بمضادات الأكسدة إضافة إلى خصائصها المضادة للبكتيريا والجراثيم، وخلال الدارسات لم تظهر أي أضرار؛ لاستخدام ماء الكمأة للعين، إلا في بعض الحالات النادرة التي حدث لديها حساسية، ما يستدعي إجراء اختبار حساسية قبل العلاج بماء الكمأة.
جرت العادة على أن من أهم فوائد الفقع للرحم أنه ينظفه من دماء الحمل خلال فترة النفاس، أي بعد الولادة، إذ يسهم في قتل الجراثيم والبكتيريا، ويقي من الإصابة بالعدوى المهبلية.
ويمكن الحصول على فوائد الفقع من خلال تناول كوب من ماء الفقع، وقد أثبتت دراسات علمية أن الكمأة تقلل من نشاط البكتريا في المهبل وتحمي من التهابات المهبل المزعجة وعدوى الخميرة، ورغم عدم تسجيل مخاطر لاستخدامه، إلا أنه يجب استخدامه بحذر واعتدال.
لم تؤكد الدراسات العلمية حتى الآن مدى أمان استهلاك الفقع خلال فترة الحمل، ولكن يمكن الاستفادة من عناصره الغنية بالاستهلاك المعتدل له، إذ لم تسجل أضرار على الأجنة أو المرأة خلال فترة استهلاك الكمأ بكميات قليلة خلال الحمل.
ومن فوائد الفقع للحمل أنه غني بالبروتين وهو عنصر غذائي مهم لنمو وتطور الجنين، إضافة إلى الحديد المهم للوقاية من فقر الدم أثناء الحمل، والبوتاسيوم الضروري لتنظيم ضغط الدم، ومجموعة فيتامينات B، وفيتامين C، وفيتامين K.
وتسهم هذه العناصر الغذائية في:
ويجب التنبيه على أن الكمأ قد يتسبب في بعض الاضطرابات في الجهاز الهضمي ومشاكل في الكلى، مما يجعل استهلاكه خلال فترة الحمل من الأمور المحظور التهاون فيها أو الإفراط.
تظهر أضرار الفقع على الكلى في بعض الحالات، خاصة مرضى الكلى ومن لديهم تاريخ مرضي أو قابلية لتكون حصوات الكلى نذكر منها ما يلي:
وللحد من تأثير الفقع على الكلى يجب تناول الفقع باعتدال وألا تتجاوز الحصة اليومية 100 جرام من ماء الفقع أو ثماره المطهوة جيدًا لتقليل محتوى الأوكسالات في الفقع.
وننوه إلى أنه من الضروري ابتعاد مرضى الكلى عن تناول الفقع أو الحد منه بشكل كبير، والتوقف فورًا عن تناوله إن شعرت بوجود ألم في الكلى أو البول الدموي.