2025/05/14
رويترز تكشف كواليس اتفاق أمريكا وجماعة الحوثي...معلومة غيرت كل شيء

كانت واشنطن قد استأنفت قصف الحوثيين أواخر مارس/آذار الماضي لحماية سفن التجارة الدولية التي عمدت الجماعة إلى استهدافها.
وبدأت الولايات المتحدة عملياتها خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن، لكنها علِّقت لبعض الوقت قبل أن تعود من جديد في عهد ترامب، وإن بشكل مكثف وأكثر تأثيرًا.

ما الذي تغير؟
وقال أربعة مسؤولين أمريكيين لوكالة "رويترز" إنه قبل أيام من اتفاق وقف إطلاق النار المفاجئ بين الولايات المتحدة والحوثيين، بدأت المخابرات الأمريكية في رصد مؤشرات على أن الجماعة اليمنية تبحث عن مخرج بعد القصف الأمريكي.
وقال اثنان من المسؤولين إن قادة الحوثيين بدأوا التواصل مع حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط في وقت ما خلال عطلة نهاية الأسبوع الأولى من شهر مايو/أيار.
وقال أحد المصادر تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لسرده مناقشات داخلية بشأن المعلومات المخابراتية التي لم تنشر من قبل "بدأنا نتلقى معلومات مخابراتية تفيد بأن الحوثيين لم يعد بإمكانهم التحمل أكثر من ذلك".
وتوضح مقابلات مع مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين ومصادر دبلوماسية وخبراء آخرين كيف أن حملة كانت القيادة المركزية للجيش الأمريكي تتصور في السابق أنها قد تمتد لمعظم أوقات العام الجاري توقفت فجأة في السادس من مايو/ أيار بعد 52 يوما، مما سمح للرئيس ترامب بإعلان الانتصار قبل توجهه إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع.
ومنذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، عطل الحوثيون حركة التجارة بشن مئات الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ على سفن في البحر الأحمر، زاعمين أنهم يستهدفون سفنا مرتبطة بإسرائيل تضامنا مع الفلسطينيين خلال حرب غزة.
وأفاد مصدران بأن إيران لعبت دورا مهمًا في تشجيع الحوثيين المتحالفين معها على التفاوض، وذلك في الوقت الذي تمضي فيه طهران في محادثاتها الخاصة مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي الرامية إلى إنهاء العقوبات الأمريكية التي تقوضها والحيلولة دون تنفيذ ضربة عسكرية من الولايات المتحدة أو إسرائيل.
لكن الإعلان الفعلي لاتفاق وقف إطلاق النار أبرز مدى سرعة إدارة ترامب في التحرك بناء على المعلومات المخابراتية الأولية للتوصل إلى ما كان يبدو في مارس/ آذار أمرا غير وارد على المدى القصير بالنسبة لكثير من الخبراء، وهو إعلان الحوثيين توقفهم عن ضرب السفن الأمريكية.
وقال مسؤول إسرائيلي ومصدر مطلع إن نهج ترامب غير التقليدي كان من شأنه تجاوز إسرائيل الحليف الوثيق للولايات المتحدة التي لا يشملها الاتفاق والتي لم يتم حتى إبلاغها مسبقا.
ولم يكن الحوثيون وحدهم الذين يشعرون بالضغط. فحملة القصف كانت مكلفة أيضا للولايات المتحدة التي استهلكت ذخائر وخسرت طائرتين وعددا من الطائرات المسيرة.
وقال أحد المسؤولين إن وزير الدفاع بيت هيجسيث بعد أن تلقى المعلومات بشأن الحوثيين في أوائل مايو/ أيار، بادر بعقد سلسلة من الاجتماعات في البيت الأبيض صباح الإثنين، وخلص إلى وجود فرصة سانحة مع الحوثيين.
وقال مسؤولان أمريكيان لرويترز إن مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي كان يقود بالفعل المفاوضات الأمريكية بشأن البرنامج النووي الإيراني، كان يعمل من خلال وسطاء عمانيين وأجرى محادثات غير مباشرة مع كبير مفاوضي الحوثيين والمتحدث باسمهم محمد عبد السلام.
وقال أحد المسؤولين أن عبد السلام كان بدوره على اتصال بزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي.
وقال أحد المسؤولين إنه تم التوصل إلى اتفاق إطاري في وقت لاحق من يوم الاثنين.
وبحلول يوم الثلاثاء السادس من مايو/ أيار، كان ترامب مستعدا لإعلان الاتفاق، معلنا استسلام الحوثيين.وقبل أسبوع، قال ترامب للصحفيين بشكل مفاجئ: "تلقينا أخبارًا جيدة الليلة الماضية. أخبرونا بالأمس أنهم لا يريدون القتال بعد الآن. سنحترم ذلك. سنوقف الهجمات. لقد استسلموا، والأهم من ذلك أننا سنقبل كلمتهم بأنهم لن يطلقوا النار على السفن بعد الآن. هذه أخبار عرفناها الآن".
وأضاف عن الحوثيين: "قالوا: من فضلكم لا تقصفونا ولن نهاجم سفنكم. سنتوقف عن قصف الحوثيين على الفور".

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://www.guhinanews.com/news55429.html