في خطوة اعتبرها مراقبون ذات أبعاد طائفية وأمنية، أقدمت جماعة الحوثي المدعومة من إيران على إصدار قرار يقضي بإنشاء مديرية جديدة في محافظة صعدة تحت مسمى "مديرية مران"، يكون مركزها الإداري في منطقة خميس مران، وتضم سبع عزل جرى فصلها من مديرية حيدان.
القرار الحوثي صدر بتاريخ 13 مايو الجاري، وسط تكهنات بأن الخطوة تستهدف ترسيخ رمزية دينية وطائفية لمنطقة مران، التي تحتضن قبر مؤسس الجماعة حسين بدر الدين الحوثي وعددًا من أبرز قادتها، حيث عمدت الجماعة خلال السنوات الماضية إلى بناء أضرحة في المنطقة وتحويلها تدريجيًا إلى مزار طائفي على غرار ما هو قائم في بعض المواقع الدينية في إيران والعراق.
ووفقًا لمصادر محلية في صعدة، فإن الهدف من استحداث المديرية الجديدة لا يقتصر فقط على الجانب الإداري، بل يتعداه إلى البُعد الرمزي، إذ تسعى الجماعة إلى تكثيف تداول اسم "مران" في الخطاب الرسمي والإعلامي، وتكريسه كرمز مقدس ضمن مشروعها الفكري والطائفي.
وأشارت المصادر إلى أن هناك أهدافًا أمنية أيضًا خلف القرار، أبرزها فرض مزيد من العزلة على المنطقة المعروفة أصلًا بانغلاقها، مع تشديد الرقابة على الدخول والخروج منها، في ظل معلومات عن استخدامها كمنطقة استراتيجية مغلقة لأغراض أمنية وعسكرية من قبل قيادة الجماعة.
يُذكر أن منطقة مران تحظى بمكانة خاصة لدى الحوثيين، وتعد بمثابة المعقل التاريخي للجماعة، ما يفسر سعيها لإضفاء صبغة إدارية ورمزية جديدة تعزز من وجودها وتماسكها الداخلي في وجه أي تهديدات أو اختراقات محتملة.