كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، في تقرير نقلاً عن مصدر استخباراتي مطّلع، أن إيران تدرس بشكل جدي إرسال صواريخ باليستية متطورة، تم إنتاجها بشكل مشترك مع الصين، إلى الجماعات المسلحة التابعة لها في المنطقة، وفي مقدمتها جماعة الحوثيين في اليمن.
التقرير يأتي في سياق تصاعد التعاون العسكري والتكنولوجي بين طهران وبكين، في وقت تُظهر فيه الشراكة الإيرانية الصينية تطوراً غير مسبوق في دعم الجماعات المسلحة الموالية لهما في الشرق الأوسط، وسط قلق متزايد من قبل القوى الغربية.
ووفقاً للصحيفة، فقد قدمت كيانات صينية دعماً تقنياً ولوجستياً مباشراً للحوثيين، ساهم في تعزيز قدراتهم على تصنيع الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بما يشمل تزويدهم بمكونات دقيقة ومعرفة فنية متقدمة تُستخدم في تصنيع أنظمة هجومية، بعضها استُخدم بالفعل ضد مصالح دولية في البحر الأحمر والخليج العربي.
ويأتي هذا الكشف في ظل تزايد الهجمات التي تنفذها المليشيا الحوثية ضد السفن التجارية والممرات الملاحية، باستخدام صواريخ ومسيرات يُعتقد أنها نُفذت بتقنيات وتكنولوجيا تم تهريبها بدعم من دول حليفة.
في المقابل، حذرت مصادر أمنية غربية من أن التعاون الإيراني الصيني يُعد خرقاً صارخاً للقرارات الدولية، وقد يفتح الباب أمام مزيد من التصعيد الإقليمي ويحول اليمن إلى ساحة مواجهة بين قوى دولية متصارعة.
ورغم النفي الرسمي المتكرر من إيران والصين لأي تورط مباشر في دعم المليشيات المسلحة، إلا أن تقارير استخباراتية وشهادات ميدانية تشير إلى شبكة معقدة من الإمدادات والدعم غير المباشر، تتجاوز حدود الحظر الدولي وتشكل تهديداً خطيراً للأمن الإقليمي والدولي.