انهت المليشيا الانقلابية المتمردة على الشرعية اليمنية، حياة ناشط سياسي شاب، لمجرد فضحه تنامي فساد المليشيا في نهب الايرادات العامة وقوت الشعب، والاثراء الفاحش لقياداتها وعائلاتها على حساب تجريع المواطنين مرارة الحرمان من الخدمات الاساسية في التعليم والصحة والكهرباء والمياه، وادنى حدود الحياة الكريمة.
أكدت هذا مصادر محلية وحقوقية متطابقة، مساء الاثنين (9 يونيو)، وأفادت بأن الناشط السياسي أنيس الجردمي، توفي في إحدى غرف العناية المركزة بأحد مستشفيات العاصمة المؤقتة مدينة عدن، أسعف إليه السبت (7 يونيو) إثر عمليات تعذيب تعرض لها في سجون مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات.
موضحة أن مليشيا "الانتقالي الجنوبي" المسماه "الحزام الامني"، والممولة من الامارات، مارست صنوف تعذيب نفسي وجسدي متوحشة بحق الناشط السياسي انيس الجردمي بعدما اختطفته مطلع إبريل 2025م، على خلفية معارضته لفساد سلطات "الانتقالي" ومليشياته، وتسببها بانهيار الخدمات والعملة والاوضاع المعيشية.
وأكدت المصادر المحلية والحقوقية أن مليشيا "الحزام الامني في عدن قامت بقطع العضو الذكري للناشط الجردمي، عقابا على ما سمته شتم واهانة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي، بجانب الضرب العنيف والمبرح والصعق الكهربائي وغيرها من وسائل التعذيب المروعة والتي تسببت بتدهور حالته ووفاته".
مطالبة "النائب العام واجهزة القضاء بتحقيق عاجل ومحايد في ملابسات مقتل الناشط السياسي أنس الجردمي، وضبط ومحاسبة المتورطين في تعذيبه، ووضع حد لجرائم التعذيب التي تمارسها مليشيا الانتقالي الجنوبي بحق معارضي فساد الانتقالي الجنوبي وجرائم مليشياته، المختطفين في سجونها بمناطق سيطرتها المسلحة".
وزعمت مليشيا حزام "الانتقالي الجنوبي" السبت (7 يونيو)، أنها نفذت "امر قبض قهري من نيابة الامن والبحث بتاريخ (1 ابريل) واعتقلت انس سعد ناصر الجردمي على خلفية اتهامات تتعلق بالإساءة والتحريض". وأقرت بتدهور حالته الصحية عقب اعتقاله بزعم أنه "تعرّض لعارض صحي طارئ مؤخراً، وتم نقله إلى المستشفى".
يأتي هذا في ظل تصاعد مظاهر الفوضى والانفلات الامني والإداري في العاصمة المؤقتة عدن ومدن المحافظات الجنوبية، الواقعة تحت سيطرة مليشيا "الانتقالي الجنوبي"، وتفاقم الانتهاكات والاعتداءات على المواطنين وحرمات منازلهم واراضيهم واراضي الدولة وجرائم الاختطافات والاغتيالات المتواصلة خارج القانون.
وتتوالى انتهاكات واعتداءات مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" حتى بعد إضطرار رئيس "الدائرة الامنية" في المجلس، أحمد حسن المرهبي، للفرار امام اثبات القضاء ارتكابه سلسلة جرائم مروعة بحق مئات المواطنين، واللحاق بيسران المقطري قائد ما يسمى "قوات مكافحة الارهاب" التابعة لـ "الانتقالي الجنوبي".
كما تتواصل الانتهاكات بعد تسليم الامارات، إدارة عشرات الألوية لمليشياتها المحلية في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات الجنوبية إلى احد ابرز قياداتها الذي يوصف بأنه "اخر اقوى رجالها في جنوب اليمن"، إثر فضيحة اختطاف المقدم علي عشال، اخر ضحايا جرائم اختطافات مليشيا "الانتقالي" واغتيالاتها.
ودأبت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" على قمع وتكميم افواه منتقدي فسادها وجرائمها ونفوذ الامارات بمئات الاغتيالات والمداهمات والاختطافات والاعتقالات في سجون غير قانونية وسرية أبرزها في معسكر النصر بمديرية خور مكسر وسجن بئر احمد وقاعة وضاح، وغيرها من السجون المكتظة بآلاف المعتلقلين والمخفيين قسرا.
عمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات الجنوب بغطاء "مكافحة الارهاب" وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين والعيب الاسود، شملت اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال عشرات من المواطنين الابرياء.
وأطلقت مليشيا "الانتقالي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من المليشيا بينهم القيادي عبداللطيف السيد.
مولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.
وعقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.
بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.
ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى، ووصولا للسيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم شبوة نهاية العام 2021م.
تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن.
وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي".