في تحليل موسّع نشره مساء يوم السبت، ألقى الصحفي اليمني البارز خالد سلمان الضوء على الضربة الجوية التي نفذتها إسرائيل واستهدفت اجتماعاً رفيع المستوى لقيادات بارزة من مليشيا الحوثي وضباط ارتباط إيرانيين، في منزل جنوب العاصمة المحتلة صنعاء.
وأشار سلمان إلى مصادر إعلامية إسرائيلية أكدت أن العملية استهدفت غرفة تنسيق عمليات مشتركة كانت تعقد بين قيادات حوثية بارزة ومسؤولين إيرانيين، وقد أسفرت عن مقتل محمد عبدالكريم الغماري، رئيس أركان المليشيا، إلى جانب عدد من القادة العسكريين والمستشارين الإيرانيين.
وركز الصحفي في تحليله على تساؤلات محورية تدور حول كيفية وصول المعلومة الاستخباراتية الدقيقة إلى الجانب الإسرائيلي، وكيف تم تحديد الموقع والتوقيت بدقة عالية، وما الذي مكّن الطائرات المسيّرة من الوصول السريع والتنفيذ الفعّال للضربة.
وقال سلمان: "مرة أخرى، كيف عرف الإسرائيليون بموعد الاجتماع ومكانه، وبسرعة تنفيذية عالية؟! ما لم يكن هناك اختراقات استخبارية داخلية على أعلى مستوى، أو وجود شبكات عمل إسرائيلية تعمل من داخل الأراضي اليمنية نفسها، بل ربما من داخل دوائر القرار الحوثية الضيقة".
واستند سلمان في تحليله إلى سابقة معروفة في عمليات سابقة نفذتها إسرائيل داخل إيران، حيث تم استخدام طائرات مُسيّرة لاغتيال شخصيات علمية وعسكرية إيرانية، كان يتم التحضير لها عبر تكديس هذه الطائرات داخل الأراضي الإيرانية بطريقة سرّية، ومن ثم تشغيلها من داخل العمق العدواني نفسه.
وأضاف: "ما حدث اليوم في صنعاء قد يكون مؤشرًا إلى إعادة تموضع إسرائيلي داخل اليمن، أو حتى اختراق نوعي في البنية الأمنية للمليشيات الحوثية وحلفائها الإقليميين، وهو ما يثير تساؤلات خطيرة حول مدى ثبات الأمن الداخلي للكيانات المتحالفة مع إيران في المنطقة".
ويأتي هذا التحليل في ظل الصمت الرسمي من قبل مليشيا الحوثي، والتي لم تصدر حتى اللحظة أي تصريح رسمي يوضح طبيعة الحادثة، أو يكشف عن تفاصيل دقيقة حول ملابساتها، فيما تصاعدت الشكوك لدى بعض النشطاء والمراقبين حول وجود تعاون غير معلن أو اختراقات أمنية داخل الجماعة.
ويُنتظر أن تتفاعل التطورات على المستويات السياسية والاستخباراتية، خاصة في ظل التغيرات الكبيرة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.