2025/06/18
عم الكوكب.. الزعيم الكوري يشعل الجبهتين: (بحرٌ ملتهب) و(تحالف روسي لا يرحم)

في أسبوع حافل بالتحركات العسكرية والدبلوماسية، كثّف الزعيم الكوري الشمالي كيم جون أون من ظهوره الميداني والتصريحات التصعيدية، واضعًا بلاده على مسار أكثر انخراطًا في الشؤون الإقليمية والدولية، وبشكل خاص عبر محور بيونغ يانغ – موسكو.
فمن تعزيز التحالف الاستراتيجي مع روسيا، إلى إطلاق مشاريع بحرية وتسليحية جديدة، وصولًا إلى رسائل داخلية عبر زيارات إنمائية، بدا واضحًا أن كيم يسعى لتكريس صورته كقائد يتحكم بمفاتيح الحرب والسلام، على طريقته الخاصة.

تحالف يتعزز: لقاء رفيع مع مبعوث بوتين
استقبل كيم للمرة الثانية خلال أسبوعين أمين مجلس الأمن الروسي، سيرغي شويغو، في العاصمة بيونغ يانغ، حيث ناقش الطرفان سبل تنفيذ "معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة" الموقّعة في عام 2024.
وفي مؤشر عملي على توسع هذا التحالف، أعلنت كوريا الشمالية استعدادها لإرسال 5000 عامل بناء عسكري و1000 متخصص في نزع الألغام إلى روسيا، للمساعدة في إعادة إعمار المناطق المتضررة من الحرب، خاصة في إقليم كورسك.
الخطوة وُصفت بأنها "تحول نوعي في دعم كوريا الشمالية لموسكو"، وهي تعزز من شكوك الغرب بأن بيونغ يانغ قد تحصل بالمقابل على دعم تقني وعسكري، ربما يتجاوز حدود التسليح التقليدي.

استعراض قوة: تفعيل مدمّرة بحرية بعد فضيحة
في خطوة رمزية لكنها لافتة، أشرف كيم على إعادة إطلاق مدمّرة بحرية من فئة 5000 طن، بعد أن كانت قد تعرّضت لحادث انقلاب خلال مناورة في البحر العام الماضي.
وصف كيم العملية بأنها "تصحيح فوري لمواطن الضعف"، مؤكّدًا أن من تسببوا في الفشل الأول "خضعوا للمحاسبة الجنائية". هذه التصريحات تؤشر إلى حرص النظام على إبراز الصرامة والانضباط في التعاطي مع الملفات العسكرية.
المراقبون يرون أن التحرك البحري يأتي في إطار تعزيز الردع ضد التواجد الأميركي – الكوري الجنوبي في المياه الإقليمية، وتحويل بحر اليابان إلى ساحة ضغط متقدم.

دعوات للإنتاج الحربي والجاهزية الشاملة
خلال جولة له على مصانع عسكرية شمال البلاد، دعا كيم إلى "مضاعفة إنتاج المدفعية والقذائف وتطوير الوسائل القتالية بما يتلاءم مع حروب المستقبل"، معتبرًا أن الحرب الحديثة تُربح بـ"الإرادة الصناعية قبل النيران".
هذه التصريحات تزامنت مع رصد تحركات عسكرية في المناطق الحدودية، وإطلاق تدريبات تكتيكية للقوات الخاصة، ما يعزز من مخاوف سيئول وطوكيو من استعدادات عسكرية غير مسبوقة.

الوجه المدني: زيارة رمزية لمشروع صحي
في لفتة محلية، قام كيم بتفقّد مستشفى جديد قيد الإنشاء في ضاحية كانغدونغ بالعاصمة. وبرغم الطابع المدني للزيارة، إلا أنها حملت رسائل واضحة، أبرزها: إظهار التوازن بين "بناء الجبهة الداخلية والدفاع عن السيادة".
وقد شدد كيم خلال الزيارة على أن "الصحة والتعليم عنصران أساسيان في الحرب الوجودية التي تخوضها البلاد ضد الحصار والعزلة".

قراءة في المشهد: كيم على طريق "بوتنة" السياسة
يرى محللون أن تحركات كيم الأخيرة تشي بتوجه جديد يعكس النموذج الروسي في الحكم؛ تحالفات استراتيجية مع قوى معزولة، تعزيز للبنية العسكرية، ورسائل داخلية ذات طابع قومي.
كما تشير المعطيات إلى أن بيونغ يانغ اختارت تأجيل أي انخراط دبلوماسي مع واشنطن أو سيئول، مفضّلة مسار التمركز الاستراتيجي وتحقيق مكاسب على الأرض قبل أي مفاوضات مستقبلية.

 خلاصة
كيم جون أون لا يكتفي بإطلاق التهديدات، بل يبني، يتحالف، ويعيد تدوير أوراقه العسكرية والدبلوماسية.
في ظل هذه التطورات، يبدو أن شبه الجزيرة الكورية قد تدخل مرحلة جديدة من عدم الاستقرار، حيث لا يقتصر التهديد على اختبار صاروخ جديد، بل على مشروع إعادة تموضع إقليمي شامل يقوده كيم بنفسه.

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://www.guhinanews.com/news56639.html