كشفت صحيفة "Ynet" الإسرائيلية، في تقرير حديث، أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع مليشيا الحوثي، تسبب في إفشال عملية عسكرية وشيكة كانت ستطلقها القوات الحكومية بدعم من التحالف العربي، ما أثار موجة غضب عارمة داخل الأوساط السياسية والعسكرية في اليمن.
ووفقاً لما نقله التقرير عن خبير يمني مطّلع، فإن الاتفاق الذي رُوّج له حينها كخطوة نحو السلام، لم يكن سوى مناورة سياسية من ترامب لخدمة أهدافه الانتخابية، فيما استغله الحوثيون لترتيب صفوفهم وتحصين مواقعهم استعداداً لجولة جديدة من القتال.
وأكد الخبير أن القوات الحكومية المدعومة من التحالف كانت في حالة جاهزية عالية لتنفيذ هجوم واسع النطاق، يشمل الحديدة وصعدة، إلا أن التطورات السياسية الدولية، وتدخلات واشنطن، عرقلت هذا التحرك الحاسم، ومنحت الحوثيين فرصة ذهبية لإعادة الانتشار والتسلح.
وأشار التقرير إلى أن استمرار الضربات الأميركية المحدودة لم يكن كافيًا لشل قدرات الحوثيين، الذين واصلوا تعزيز تسليحهم بصواريخ إيرانية وطائرات مسيّرة، معتمدين بشكل متزايد على الدعم التقني والمالي القادم من طهران وبيروت، واستخدامهم المدنيين كدروع بشرية ما جعل المواجهة أكثر تعقيدًا.
وانتقد الخبير اليمني ما وصفه بـ"غياب القرار السيادي" للحكومة الشرعية، مشيرًا إلى أن التحكم في مفاتيح الحرب والسلم ما يزال بيد السعودية، التي حولت تركيزها نحو أولويات داخلية كـ"رؤية 2030"، على حساب حسم المعركة المصيرية في اليمن.
كما حذّر من أن الحوثيين، الذين تطوروا من ميليشيا متمردة إلى قوة شبه عسكرية متماسكة، لا يمكن مواجهتهم دون تحالف إقليمي موحد، ودعم استخباراتي عالي المستوى، وسلاح بعيد المدى، مؤكدًا أن "الوقت ينفد".
ومن جانبه، نقل التقرير عن محلل سياسي يمني رفض الكشف عن هويته، أن اتفاق ترامب مع الحوثيين سبّب إحباطًا واسعًا داخل الحكومة والفصائل اليمنية، التي كانت تنتظر لحظة الحسم العسكري، لكن الاتفاق المفاجئ قوّض كل الجهود، وأربك الحسابات العسكرية والسياسية.
وقال المحلل إن الانقسامات الداخلية، وتراجع الدعم الخليجي، وخذلان واشنطن، كلها عوامل ساهمت في إضعاف الموقف الرسمي اليمني، مؤكدًا أن "أكبر تحدٍّ اليوم ليس في مواجهة الحوثيين فقط، بل في توحيد الصف الداخلي وبناء قرار وطني مستقل".
واختتم التقرير بنقل تصريح لأحد المسؤولين الأمنيين في الحكومة الشرعية قال فيه: "لقد خدعنا الأميركيون... كنا قاب قوسين من استعادة زمام المبادرة، لكنهم أوقفوا كل شيء".